تمر علينا 61 عاما من النكبة الفلسطينية ذكرى أليمة عصرت بذاكرة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة مشاعر الألم والأسى
تمر علينا نكبة الشعب الفلسطيني بذكراها السيئة , هي النكبة التي أذاقت شعوب المنطقة الويل والثبور نتيجة تخاذل حكامها وتآمر الغرب عليها.
يشهد الشعب الفلسطيني هذه الذكرى 61 وهو يعيش مجاهيل الظلام وإسوداد طريق الأمل باسترجاع أرضه
فقيادته منقسمة على نفسها وراء فتات رماها له الإحتلال الصهيوني والانتفاضتين استنزفتا دماء شباب الشعب من دون قدرة القيادة السياسية على تحقيق تقدم سياسي
تمر الذكرى والشعب الفلسطيني مازال يعيش منافي الغربة وراء تجاهل بعض الحكومات العربية لأبسط حقوقه وبين مستقبل غامض لا يبصر به أي أمل لاسترجاع ارضه.
عاشوا بمنافي الغربة بأوضاع بائسة جدا وصلت الى حد المجاعة دون أن يسمع لهم أو يسمع بهم أحد سوى بعض المنظمات الإنساسية وكلنا يتذكر سنوات المجاعة التي عصفت بمخيمات اللجؤ سنوات 1950-1952 ودفع ثمنها اللاجئون بعدما دفعوا قبلا ثمن خسارة أرضهم.
عاشوا بأوضاع تأنف الحيوانات أن تعيشها من ذل وقهر وحرمان ناهيك عن فقدان الكرامة والعز والمال والولد والأهل تشتت الشعب بعدة بلدان وانقسمت العائلة الواحدة الى عدة منافي يمنع التواصل بينها. فاللاجيء هو عنوان الحقارة والكره لدى بعض الدول المضيفة التي منعتهم من أبسط حقوق الإنسان وهو حريته
يطالب الفلسطينيون ويناورون العالم لاظهار حقهم في ارضهم وسعوا من خلال جميع المجالس والمنظمات الدولية لابراز حقهم الا ان سطوة الغرب السياسية وقوة أعدائهم اليهود حالت دون تحقيق مكاسب سياسية كبيرة تليق بتضحياتهم عبر مر التاريخ.
ما يهم اللاجيء والفلسطيني الآن هو تثبيت حقه واستعادة وطنه وقد سعى بكل الوسائل السياسية لاسترداد وطنه وآمن واتبع الأحزاب العربية املا بالحصول على تحقيق حقوقه الا ان مساعيه فشلت وباءت بالخسران.
فكان لابد له من استراد ما أخذ منه بالقوة فكانت انطلاقة ثورة شعب ثائر مظلوم عاني من ظلم الصهاينة ما تئن عن حمله الجبال........ فكانت انطلاقة ثورة شعب حمل السلاح لاسترداد ارضه وكرامته المسلوبه فنجحت الثورة وقاربت على تحقيق آمال الشعب الفلسطيني إلا أن يد الغدر الصهيونية متمثله ببعض الأنظمة العربية أعاقت مسيرة ثورة الشعب وصدته عن تحقيق أهدافه فتاهت سفينة الثورة في غياهب المجهول حتى اندلاع الانتفاضتين مؤكدا هذا الشعب العظيم على أن سفينة الثورة لم تخمد ولم تتوقف وانما مستمرة مادام هناك نبض ينبض بقلوب الفلسطينيين.
قدم الشعب الفلسطيني في الانتفاضتين آلاف الشهداء والجرحى واستطاع تحقيق مكسب لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني فقد أجبر الصهاينة على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته.... صحيح ان الصهاينة ماطلوا بوعودهم الا ان اعترافهم بالحقوق يعد مكسبا ومغنما لشعب عاش تجاهل القريب قبل الغريب
والآن تمر الذكرى الأليمة ومازال الفلسطينيون يناضلون ويسعون لتحرير أرضهم رافضين كل اتفاقيات الذل والهانة ورافضين حلول الانهزام المقدمة من جلاديهم وإن لم تنجح أجيالنا بتحقيق نصر على مستوى التضحيات المقدمة إلا أنه كلنا أمل بشبابنا وبجيل المستقبل الذي يحمل شعلة الصراع وهو كالأسد المكابر الرافض للتنازل عن حقوقه كلنا امل بأن نسترد حقوقنا ونعود لبلادنا يوما ما فما مات حق وراه مطالب ...... وسنبقى نطالب بحقوقنا
ذكرى النكبة 15/5/1948