k بطال من المنتدى
عدد المساهمات : 215 نقاط : 5639 تاريخ التسجيل : 06/11/2010 العمر : 28
| موضوع: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي الجمعة ديسمبر 03, 2010 4:03 pm | |
| وضع الكنيسة في حركة الإصلاح الديني
شهدتأوروبا في القرن السادس عشر، أعظم ولادة لحركة الإصلاح الدينيالبروتستانتي في تاريخ أوروبا، تلك الحركة التي انطلقت من ألمانيا بزعامةمارتن (لوثر) 1483م ـ 1546م) ثم انتقلت إلى سويسرا بزعامة (أولريخ زونجليم ـ 1531م ) وإلى فرنسا وجنيف بزعامة (جون كالفن 1509م ـ 1564م). لقد سبق ولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي ولادة عدة حركات دينية أسهمت فيها، كـ (حركةالفلدانيين) و (حركة الْهُسيين) في كل من فرنسا وإنكلترا وبوهيميا، فجاءتأفكار (لوثر) و (زونجلي) و (كالفن) بوصفها امتداداً لأفكار (يوحنا هس) و(يوحنا ويكلف) و(جيروم)،و (لورد بكهام ـ يوحنا أولدكاسل ) ولا يغيب عنّاالدور الهام لعصر النهضة في إنتاج جملة الشروط الدينية والسياسيةوالاقتصادية والاجتماعية والفكرية والفنية التي نجم عنها ولادةحركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر. لقد استفادتحركة الإصلاح الديني من النهضة بحدود معينة، واتخذت مواقف مغايرة لها إزاء عديدمن الموضوعات ،كالفنّ والأدب والفلسفة وقضايا تتعلق بالإنسان كقضيتي(الفردية) و (الحرية). وعليه فقد تميّز الإصلاح الديني في القرن السادس عشر عن النهضة في القرنالخامس عشر بعديد من الميزات، وفي مقدمتها التركيز على إصلاح الدين المسيحيوالكنيسة، والانفصال عن روما فنشط الخطاب الديني والقومي، ليصبح العنوانالمحبب في عصر الإصلاح الديني البروتستانتي، فلا عجب من رفع شعارات تدعوإلى بناء كنائس دينية وطنية مستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية في روما، أو منالدعوة إلى الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية ـ إمبراطورية العصور الوسطى نتناول هذه الدراسة ولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في بعض الولايات الأوروبية كنموذج أبرزللحركة في عموم أوروبا في القرن السادس عشر، ونظراً لخصوصية ولادة الحركةفي كل ولاية من الولايات التي تنتمي إليها ، فقـد آثرنا استخدام أسلوب ربط العرض بالأحداث ربطاً تاريخياً بهدف الوقوف على طبيعة كل مرحلة من مراحلحركة الإصلاح الديني البروتستانتي ،في القرن السادس عشر، ابتداءً بألمانيا فسويسرا ثم فرنسا وجنيف، فضلاً عن أن التغيرات التي مرّت بهاحركة الإصلاح تستدعي منا الإحاطة بها إحاطة تمكننا من معرفة أهم جوانبها بغرضالكشف عن طبيعة تلك الحركة وما انطوت عليه من عناصر تتصل بمفهوم الإنسانبأبعاده الدينية والدنيوية والأخلاقية عند أبرز زعيمين من زعمائها وهما)مارتن لوثر و(جون كالفن بداية الإصلاح مهّدت عدة عوامل دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية وفكرية وفنية، السبيل لولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر بزعامة(مارتن لوثر) و(جون كالفن) مروراً بـ (زونجلي)، ففي ألمانيا طلب مجلس (الدايت)في أوجسبورج بضرورة إعادة المبلغ الكبير من المال إلى ألمانيا من روما فياليوبيل عام 1500م، وهو ما كانت تحوّله ألمانيا إلى روما في عهد البابويةآنئذ إذ كان البابا قد سحب من ألمانيا دخلاً يزيد مائة مرّة عما يستطيع هونفسه أن يجبيه منها حسب تقدير الإمبراطور (ماكسمليان) لذلك، وفي عام 1510مطالب الألمان بضرورة وضع حد لتدفق الأموال الألمانية إلى إيطاليا، وبمعنىأوضح إلى نهضة إيطاليا التي تموّل الشعر والفن بالذهب الوارد إليها من وراءجبال الألب وثمة تغيرات ومواقف أدت إلى تعميق التناقض بين الجماهير والكنيسةالكاثوليكية والبابا، والإسراع نحو إشعال فتيل الثورة، فتناقض رجال الدينمع دعوة الجماهير إلى التمرد على البابا، ولّدَ روحاً ثائرة من الكراهيةوالحقد بين الكنيسة ورجال الدين من جهة، والجماهير من جهة أخرى، في مختلفأرجاء ألمانيا، كما صدرت كتيبات عنيفة اللهجة ضد الكنيسة والكرسي الأسقفيالروماني، ناهيك عن التناقص بين بعض رجال الدين من الرهبان والقساوسة فيأبرشياتهم مع كبار رجال الدين بسبب الترف الذي يعيشون فيه، وهكذا فقد كانالوضع مهيئاً للثورة ضد روما وكنائسها الموالية في ألمانيا، فكانت مجموعةمن العوامل والأسباب التي سبق ذكرها، تتجمع في إعصار يقذف بأوروبا إلى أعظمفورة لم تشهدها منذ غزو البرابرة لروما، ولعل إفراط الكنيسة الكاثوليكيةفي الظلم، ونهب أموال الولايات الأوروبية ،وتدخل رجالها في كل شيء إلى حدسمحت فيه الكنيسة لنفسها حتى بالتنقيب عما يعتمل في قلوب الناس التي سترهاالله ،وإنزال أشد العقوبات قسوة على من يتهمونها بالخروج عن مبادئ الدين،الأمر الذي أدى إلى تحريك الشعوب ومفكريها في مواجهة تلك السياسة الظالمة،وليس بخاف أنّ سياسة فرض الضرائب وجباية الإتاوات التي هي من خُلق الجباةالعشارون، وليس من أخلاق رجال الدين الأتقياء، فضلاً من منح بعض الأشخاصسلطان الله في مسح الخطايا لما تقدم منها وما تأخر بعد الاعتراف، وطباعةصكوكاً تباع وتشترى لنيل الغفران، قد ولّد حالة تمرد وانفجار تعود بداياتهاالأولى إلى مطلع القرن الثالث عشر، القرن الذي وجدت فيه بذرة النهضةالأوروبية اللاحقة. الّتي مثلت نهضة للإرادة الإنسانية ويقظة للعقول، أسهمفيها بنصيب وافر اتصال الغرب بالشرق وما نجم عن ذلك من تمازج ثقافي وتأثّركبار المفكرين الأوربيين بفكر أساتذة الإسلام ومشاهيره، كـ (الفارابي وابنسينا والغزالي وابن رشد) وغيرهم، وما نتج عن ذلك من اعتقاد الأوروبيينبأن لا سلطان لأحد من رجال الدين على القلب وأنّ لا واسطة بين الله والعبدوأن الله قريب ممن يدعوه ويجيب دعوة الداعي إذا دعاه"،وبأنه غافرالذنوب وحده، والمجزي والمثيب وحده. وأما المجاهرة بالدعوة للإصلاح الدينيمنذ القرن الخامس عشر، حتى ولادةحركة الإصلاح البروتستانتي في العقد الثاني من القرن السادس عشر قد ابتدأتبدعوتي (جيروم) و (هس) اللذين أعدما حرقاً بالنار بقرار من (مجمع كونستانس)الذي انعقد من سنة 1414م إلى سنة 1418م، ذلك لأنهما دعيا الكنيسة إلى عدمالأخذ بما يسمى بسر الاعتراف، مبينين أنّ الكنيسة ليس لها سلطان في محوالذنوب والآ ثام أو في تقريرها، وإنما التوبة مع رحمة الله هي التي تمحوالآثام وتطهر النفس من الخطايا، كما كان لدعوة (ويكلف) أثرها في إذكاء روحالتمرد والاحتجاج على الكنيسة الكاثوليكية والبابا. فقد كتب كاتب كاثوليكيمتعصب يصور موقف (هس) و (جيروم) من المجمع الذي انعقد بشأنهما قائلاً وكان المجمع قد عرض عليه ـ على هس ـ صورة الرجوع عن (ضلاله) فأبى أنيمضيها وبقي مصراً على غيّه… على عناده ورفيقه جيروم حتى نالا العقاب نفسه،وبعد ذلك ابتدأ رجال الإصلاح بدعوة هادئة لتحقيق الإصلاح،كما فعلأرازموس 1465م إلى 1536م) إذ دعا الناس إلى قراءة الكتاب المقدس وإلىتهذيب عقولهم وتنمية مداركهم، فجاءت دعوته موجهة إلى الحكام المستنيرينوإلى رجال الكنيسة أنفسهم… نابذاً استخدام العنف سبيلاً لتحقيقالإصلاح،وليس كما فعل (لوثر) في ثورته العنيفة لاحقاً وما أسفرت عنه منمَسٍّ بسلطات الكنيسة الكاثوليكية والنيل منن قداستها ولعل دعوة (أرازموس) للقيام بإصلاح سلمي للكنيسة كانت قد رددتها دعوةتوماس مور 1478م ـ1525م) في إنجلترا إذ دعا إلى تحقيق الإصلاح الكنسيبالطريق السلمي فدعا بنفسه إلى وجوب احترام سيادة البابا ،بوصفه السلطانالديني على الجميع، دون أن يتمكن من قطف ثمار تلك الدعوة، لكن انتقال أفكارالإصلاح من المفكرين إلى الشعوب واصطدام الكنيسة بآراء المفكرين الثوريينوبعض الأمراء، جعل انتقادهم للكنيسة عنيفاً، وجعل خطوات الدعاة الجددللإصلاح (لوثر)، (زونجلي) و (كالفن) أسرع مما يريد أصحاب الاتجاهات السلميةمن أمثال (توماس مور ) و (أرازموس). لقد كانت البلاد الألمانية تعيش في مخاض الثورة السياسية ضد الإقطاع، وضدالنظام الاجتماعي الذي كان نظام الحكم الأميري قائماً على أساسه، فسلسلةالأحداث العنيفة التي شهدتها ألمانيا قبيل الإصلاح بنصف قرن، كانت فيجوهرها اجتماعية وسياسية مع احتوائها قليلاً أو كثيراً على عناصر دينية،فضلاً عن تجذّر الروح الثورية المترافقة مع النمو الاقتصادي الذي شهدتهألمانيا في أواخر العصر الوسيط من قوة ازدهار الصناعة، واتجاه التجارة نحورفع الأسعار واحتكار الثروة في أيادي طبقة التجار، خصوصاً الشركات التجاريةالكبرى وانعكاس ذلك سلباً على القداسات الدينية في المدينة والبلد(1)، حتىأصبحت فكرة الثورة العظمى على الكنيسة خلال الخمسين سنة السابقة على مجيء(لوثر)، فكرة راسخة في المجتمع، وأصبح الفلاّح أكثر المعنيين مباشرة بتحسينشروط واقعة التعس(2) ناهيك عن أن العلاقة بين الكنيسة والدولة لم تشهداستقراراً طيلة قرون خلت ، وهكذا باتـت الكاثوليكيـة صاحبة المقام الساميتعاني من فقدان سلطتهـا ،
بينما كانت قوة الأمراء قد ازدادت (1) ،حتى أن (لوثر) نفسه دعا إلى تحالفالأمراء والفلاّحين ضد البابا ورجال الدين الموالين له، وكانت الحركاتالثورية السابقة على مجيء الإصلاح الديني في القرن السادس عشر،حركاتاجتماعية وسياسية في جوهرها مع احتوائها كثيراً أو قليلاً على عناصردينية،اتخذت في البداية شكلحركة لتحرر القداسات من سيطرة النظام الاجتماعي والإقطاعي ،مقترنة بالطموح منأجل قيام نظام ديمقراطي في الدولة وإلغاء القانون الإقطاعي الذي منح القدرةوالامتيازات للطبقات العليا (2).مارتنلوثر) والإصلاح البروتستانتي في ألمانيا ابتدأتحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في ألمانيا مع (لوثر) فقد وجّه تحذيراً شديداللهجة إلى الأمراء كي يحترسوا من نتيجة سوء سياستهم على عامّة الناس، كماوجّه الدعوة للناس إلى الاستفادة من احتجاج الحكام في إنجلترا وألمانياوفرنسا وإسبانيا على بيع صكوك الغفران وتحويل الأموال الطائلة إلى رومالبناء كنيسة للقديس بطرس فيها لقد جاهر (لوثر) بدعوته للانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسهاالبابا، والشروع في تشييد كنائس وطنية جديدة في ألمانيا، لم يتمكن{ويكليفو ( هُس}ومن إشادتها قبل ذلك. ومن جهة ثانية أصرّ جميعالمصلحين البروتستانت على أنهم غير مبتدعين للعقيدة، بل هم يستمدونها منيسوع والكنيسة القديمة، وهي الكنيسة الحقيقية، ويؤكدون أن روما هي التيغيرت التقليد المسيحي الصحيح فأفسدته، وعليه فقد أعلنوا بأنّ تقليدهم هوتقليد للمسيح نفسه(3) وفي هذا السياق يجيء رفض)مارتن لوثر) أستاذ علم اللاهوت، لـ (صكوك الغفران) وفاعليتها ليخلّد اسمه فيالتاريخ إذ اعترض على القول بأن صك الغفران يمكن أن يمنح لأي روح معينةويكون له أثر لا يخيـب بمجرد اقتـران الغفران بقطـع النقـود ، بقولـه :" ماأن ترى قطـع موقف (لوثر) من العلم والفلسفة وكأنه شخص ملهم من الله. وقوله بعكس تصور (أرازموس) لـ (شيشرون) أرازموس - " تغلبت على نفسي بكل صعوبة لأمنعها من أن تنطلق بالصراخ: [ياقديس (سقراط)، صلّ لأجلنا] فإن (لوثر) قد حكم بالهلاك الأبدي على (سقراط)،كما أنه سفّه العقول الكبيرة التي لمعت في عهد الوثنية بعد أن رأى فيفضائلها سفاهات، وفي أعمالها الخيرة الصالحة خطايا لأنها عطّلت الله ـ فينظره ـ من القدرة على أن يؤمّن لوحده خلاصنا. "فقد انحدروا إلى أدنى دركاتالحقارة وانحطوا إلى أقصى درجات البغضاء في بلوغ فضائلهم الذروة منالتسامي، لأنهم نزعوا على أبشع صورة من السرقة والاختلاس، مجد اللهليتباهوا هم به ويمضي إلى القول: "..إن الحركة الشافية في الكنيسة لا تصدر مطلقاً عن راياتفلسفية ولا أفكار بشرية محضة.. فإن التحقيق والفلسفة والتاريخ، قد تعدّالطريق للإيمان الحقيقي ولكنها لا تغني عنه، فباطلاً تعزل مجاري المياهوتصلح الآبار ما دام المطر لا ينـزل من السماء، فكل العلم البشري من دونإيمان إنما هو كقناة من دون ماء ولم يكتف (لوثر) بهذا الموقف، فقد عمل على إبطال المقياس الإنساني لمبدأأرازموس) وإحلال المقياس الإلهي محله والازدراء بالعقل ووصفه إياه بـ "هذاالعاهر"، وازدراء الحكمة الإنسانية التي هي غير نافعة، وغير ناجعة علىحد سواء كذلك فقد كان يعد رجل المصير المكتوب والعبودية المتطرفة، فقال بالحريةالمستعبدة عام 1525م. خلافاً لما ذهب إليه (أرازموس) إذ يقول: "إما أن تكونعبداً للخطيئة، وإما أن تكون خادماً لله" وهكذا فطريق الإصلاح رهن باستئصال القوانين والمراسيم والفلسفة والمنطق منجذورها في سبيل إحلال أمور أخرى محلها، فاليقين والاطمئنان اللذان يبلغهماالعقل خادعان، والله لا يهمّه أن يعرفه العقل فهو القدرة الكلية، فحتىيتمكن المرء من سماع نداء الله الذي هو نداء شخصي تماماً ينبغي له أن يشعربضيقه المطلق وعدمه. فما يميز الإيمان اللوثري، هو رغبته في تملك الله،فالله من أجل الإنسان، يقول (لوثر) " لو أن الله كان جالساً وحده مثل حطبةفي السماء لما كان الله"
إن صورة العلاقة بين الإنسان والله يحددها (لوثر) على نحو أن الإنسان إذاكان عدماً أمام الله، فالله خلافاً لذلك لا يمكن أن يكون الله من دونالإنسان، كما أن السيد ليس سيداً من دون خدمه، ولا الأب أباً من دونأولاده. (جون كالفن) والإصلاح البروتستانتي في فرنسا و جنييف خلال السنوات الثمانية والعشرين، الواقعة بين وصوله الأول إلى جنيف في عامم. وموته في عام 1564م عالج (كالفن) مسائل لا تحصى بوصفه بطل الإصلاحوداعيته في الخلاف مع الخصوم الكاثوليك الرومان وكمتأمل في النـّزاعاتالداخلية، ومناصرتها في ألمانيا وسويسرا ،وكملهب ومشرف عام على النشاطالتبشيري في موطنه الأصلي وأراضٍ غربية أخرى، وكدبلوماسي فعال للسياساتالدولية لفترة طويلة قبيل وفاته عام 1564م.فلم تعد (جنيف) مجرد مدينة للجوءالكثير من المضطهدين من الأصقاع المختلفة ، لكنها أضحت مركزاً لرئاسةالحركة البروتستانتية المشتبكة في حرب بهذه الأراضي مع الكنائس في روما (1)،وهكذا بات في مقدورنا منذ عام 1529م تسميةحركة الإصلاح الديني الأوروبي باسم ( الحركة البروتستانتية) التي لم تتوقف عنالتطور والتحول، فقد أصدر ملك إنجلترا (هنري الثامن) (قانون السلطة العلياوضع بذلك الأسس التي قامت عليها كنيسة قومية وطنية في إنكلترا، هيالكنيسة الإنجليكانية)، الملك فيها هو الرئيس الأعلى للكنيسة مع كل مايستتبع ذلك من سلطة روحية، أما الفرنسيون البروتستانت فقد وضعوا وثيقتينالتي ظهرت عام 1534م. و"ابروتستانتيتين هما "الأهاجيلمؤسسة المسيحية التي هي من وضع (كالفن) نفسه عام 1536م، فقد كان الفرنسيون البروتستانت قدلجأوا إلى مدينة (نيوشاثل) في سويسرا التي تلتزم بتعاليم (زونجليونظرياته، بينما كان (كالفن) قد أثار من جديد مطالب الإصلاح البروتستانتي،مضيفاً إليها نظريات جديدة بعد تمكنه من تجنب " المثالب التي وقع فيها كلمن لوثير وزونكلي". فلسفته ونظامه الديني جعل (كالفن) جلّى همه " الحفاظ على سلطان الله وسيادته" وهو بوصفه من أتباعالفلسفة الاسمية، يجزم أن الله تتعذر معرفته. هذه اللاعرفانية ترى أنّهيستحيل على العقل البشري تفهمه وإدراكه حتى ولو بالمجاز، فالصور التينقيمها له وننحتها عنه في ضمائرنا هي حماقة لا أكثر ولا أقل فالكتاب المقدسوحده يوحي لنا على قدر ما نستطيع أن نفهم ونستوعب وفيه ما يكفي لإثارةالخوف والمحبة فينا… وبواسطة الكتاب المقدس وحده نتعرف إلى الله عن طريقيسوع المسيح وبيسوع المسيح مرآة الله، ولكن أنى لنا أن نعرف الله نفسهمعرفة حقيقية، ولنفهم الكتاب المقدس حق الفهم يجب الاستعانة بالروح القدسلأنه يجعل الكتاب المقدس سهل التناول" (2). وعليه يصبح الكتاب المقدسالمرجع الأعلى في الحياة كما هو الحال عند (لوثر). مع فارق جوهري بينهمايتمثل في إيلاء (لوثر) الأهمية للإنجيل على التوراة، بينما يرفض (كالفنإيلاء التوراة منـزلة أقل شأناً من الإنجيل وإنما يساوي بينهما مساواة تجعلمنهما كتاباً واحداً، ودرس (كالفن) القانون بغبطة شديدة ورأى أن القانونوليس الفلسفة أو الأدب هو أبرز نتاج فكري حققته البشرية ،وأنه يصوغ نوازعالإنسان الفوضوية ويحولها إلى نظام وسلام في ميدان اللاهوت نشر (كالفن) في ميدان اللاهوت "مبادئ الدين المسيحي" باللغة اللاتينية سنةم وأعاد نشره معدلاً سنة 1539م، ثم ترجمه إلى الفرنسية عام 1541م، ويعدمن أعظم ما أنتجته القرائـح تأثيراً في النـثر الفرنسي ، ومن خلاله حاولاستمـالة الملكفرانسيس ـ ملك فرنسا آنذاك ـ حيث استهلت الطبعة الأولى من الكتاب بـ " مقدمة إلى أعظم ملك مسيحي لفرنسا" (1)، وهي مقدمة تفيض بالمشاعروبأسلوب رصين، وكان الأمر الملكي الصادر عام 1535م. ضد الفرنسيينالبروتستانت ودعوته (لميلانكتون) و(بوسر) ـ وهما من كبار رجال الإصلاحالديني في ألمانيا ـ للحضور إلى فرنسا لترتيب تحالف بين الأمراء اللوثريينضد (شارل الخامس) مع الملكية الفرنسية، أن هيأ لـ (كالفن) ظروف حوار جادة ـمع الملك(فرانسيس) ـ ، يقول كالفن: " لقد عرضت اعترافي عليك لكي تعلمطبيعة تلك العقيدة التي يستهدفها هذا الغضب … وإني لأعلم جيداً الدسائسالأثيمة التي ملأوا بها أذنيك لكي تبدو قضيتنا بغيضة جداً في نظرك… وأنت يامولاي تستطيع أن تتبين الوشايا الزائفة وهي تفتضح كل يوم… نحن الذين لميسمعنا أحد نفوه بكلمة واحدة تثير الفتنة، نحن الذين عرفنا طوال حياتنا أننعيش حياة هادئة مستقيمة عندما كنا نعيش تحت حكمك ولم نكفّ عن الصلاة لكبالنجاح، ولمملكتك بالرخاء، وإني لأدعو الرب ملك الملوك أن يوطد عرشكبالعدل والتقوى، وأن يعم في مملكتك القسط والإنصاف " (2)لقد كان كالفن رجلاً هائماً في حب الله، وكان يغلبه شعور بضآلة الإنسانوعظمة الله، أما الكتاب المقدس، فهو كلمة الله، وقد أظهر الله نفسه فيه،رأفة بعقل الإنسان، وعليه فالمرجع النظري الكالفاني هو التوراة، بوصفهاالسلطة السامية المعصومة عن الخطأ في جميع الأمور،أمّا موقفه من العقلفيتّضح من خلال وصفه له بـ "الزندقة، والانحراف والفجور ويصدر عنه ما هوفاسد وخبيث… إن العقل يظل دائماً متورطاً في النفاق والخداع، والقلب يظلعبداً لانحراف الباطني" (3 ) ويسلّم (كالفن) بأنّ حتمية القدر تتنافى معالعقل، وعليه فإنّ أي محاولة لتقصّي الأمور التي قرر الرب أن يخفيها عنا منجانب البعض لن تفلت من العقاب | |
|
أ.علي امن المنتدى
عدد المساهمات : 25 نقاط : 5170 تاريخ التسجيل : 07/11/2010
| موضوع: رد: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي الخميس ديسمبر 09, 2010 1:07 am | |
| | |
|
براء حجاج نجمه 3
عدد المساهمات : 326 نقاط : 5586 تاريخ التسجيل : 25/12/2010 العمر : 28 تاريخ اليوم والوقت : hgff.ghfymslam2011
| موضوع: رد: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي السبت يناير 29, 2011 6:34 am | |
| نرجو اصلاح جميع الزعماء العرب | |
|