حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي 13401710
حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي 13401710
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
k
بطال من المنتدى
بطال من المنتدى
k


عدد المساهمات : 215
نقاط : 5639
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 28

حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Empty
مُساهمةموضوع: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي   حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 4:03 pm

وضع الكنيسة في حركة الإصلاح الديني

شهدتأوروبا في القرن السادس عشر، أعظم ولادة لحركة الإصلاح الدينيالبروتستانتي في تاريخ أوروبا، تلك الحركة التي انطلقت من ألمانيا بزعامةمارتن (لوثر) 1483م ـ 1546م) ثم انتقلت إلى سويسرا بزعامة (أولريخ زونجليم ـ 1531م ) وإلى فرنسا وجنيف بزعامة (جون كالفن 1509م ـ 1564م).
لقد سبق ولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي ولادة عدة حركات دينية أسهمت فيها، كـ (حركةالفلدانيين) و (حركة الْهُسيين) في كل من فرنسا وإنكلترا وبوهيميا، فجاءتأفكار (لوثر) و (زونجلي) و (كالفن) بوصفها امتداداً لأفكار (يوحنا هس) و(يوحنا ويكلف) و(جيروم)،و (لورد بكهام ـ يوحنا أولدكاسل ) ولا يغيب عنّاالدور الهام لعصر النهضة في إنتاج جملة الشروط الدينية والسياسيةوالاقتصادية والاجتماعية والفكرية والفنية التي نجم عنها ولادةحركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر. لقد استفادتحركة الإصلاح الديني من النهضة بحدود معينة، واتخذت مواقف مغايرة لها إزاء عديدمن الموضوعات ،كالفنّ والأدب والفلسفة وقضايا تتعلق بالإنسان كقضيتي(الفردية) و (الحرية).
وعليه فقد تميّز الإصلاح الديني في القرن السادس عشر عن النهضة في القرنالخامس عشر بعديد من الميزات، وفي مقدمتها التركيز على إصلاح الدين المسيحيوالكنيسة، والانفصال عن روما فنشط الخطاب الديني والقومي، ليصبح العنوانالمحبب في عصر الإصلاح الديني البروتستانتي، فلا عجب من رفع شعارات تدعوإلى بناء كنائس دينية وطنية مستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية في روما، أو منالدعوة إلى الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية ـ إمبراطورية العصور الوسطى
نتناول هذه الدراسة ولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في بعض الولايات الأوروبية كنموذج أبرزللحركة في عموم أوروبا في القرن السادس عشر، ونظراً لخصوصية ولادة الحركةفي كل ولاية من الولايات التي تنتمي إليها ، فقـد آثرنا استخدام
أسلوب ربط العرض بالأحداث ربطاً تاريخياً بهدف الوقوف على طبيعة كل مرحلة من مراحلحركة الإصلاح الديني البروتستانتي ،في القرن السادس عشر، ابتداءً بألمانيا فسويسرا ثم فرنسا وجنيف، فضلاً عن أن التغيرات التي مرّت بهاحركة الإصلاح تستدعي منا الإحاطة بها إحاطة تمكننا من معرفة أهم جوانبها بغرضالكشف عن طبيعة تلك الحركة وما انطوت عليه من عناصر تتصل بمفهوم الإنسانبأبعاده الدينية والدنيوية والأخلاقية عند أبرز زعيمين من زعمائها وهما)مارتن لوثر و(جون كالفن بداية الإصلاح
مهّدت عدة عوامل دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية وفكرية وفنية، السبيل لولادةحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر بزعامة(مارتن لوثر) و(جون كالفن) مروراً بـ (زونجلي)، ففي ألمانيا طلب مجلس (الدايت)في أوجسبورج بضرورة إعادة المبلغ الكبير من المال إلى ألمانيا من روما فياليوبيل عام 1500م، وهو ما كانت تحوّله ألمانيا إلى روما في عهد البابويةآنئذ إذ كان البابا قد سحب من ألمانيا دخلاً يزيد مائة مرّة عما يستطيع هونفسه أن يجبيه منها حسب تقدير الإمبراطور (ماكسمليان) لذلك، وفي عام 1510مطالب الألمان بضرورة وضع حد لتدفق الأموال الألمانية إلى إيطاليا، وبمعنىأوضح إلى نهضة إيطاليا التي تموّل الشعر والفن بالذهب الوارد إليها من وراءجبال الألب
وثمة تغيرات ومواقف أدت إلى تعميق التناقض بين الجماهير والكنيسةالكاثوليكية والبابا، والإسراع نحو إشعال فتيل الثورة، فتناقض رجال الدينمع دعوة الجماهير إلى التمرد على البابا، ولّدَ روحاً ثائرة من الكراهيةوالحقد بين الكنيسة ورجال الدين من جهة، والجماهير من جهة أخرى، في مختلفأرجاء ألمانيا، كما صدرت كتيبات عنيفة اللهجة ضد الكنيسة والكرسي الأسقفيالروماني، ناهيك عن التناقص بين بعض رجال الدين من الرهبان والقساوسة فيأبرشياتهم مع كبار رجال الدين بسبب الترف الذي يعيشون فيه، وهكذا فقد كانالوضع مهيئاً للثورة ضد روما وكنائسها الموالية في ألمانيا، فكانت مجموعةمن العوامل والأسباب التي سبق ذكرها، تتجمع في إعصار يقذف بأوروبا إلى أعظمفورة لم تشهدها منذ غزو البرابرة لروما، ولعل إفراط الكنيسة الكاثوليكيةفي الظلم، ونهب أموال الولايات الأوروبية ،وتدخل رجالها في كل شيء إلى حدسمحت فيه الكنيسة لنفسها حتى بالتنقيب عما يعتمل في قلوب الناس التي سترهاالله ،وإنزال أشد العقوبات قسوة على من يتهمونها بالخروج عن مبادئ الدين،الأمر الذي أدى إلى تحريك الشعوب ومفكريها في مواجهة تلك السياسة الظالمة،وليس بخاف أنّ سياسة فرض الضرائب وجباية الإتاوات التي هي من خُلق الجباةالعشارون، وليس من أخلاق رجال الدين الأتقياء، فضلاً من منح بعض الأشخاصسلطان الله في مسح الخطايا لما تقدم منها وما تأخر بعد الاعتراف، وطباعةصكوكاً تباع وتشترى لنيل الغفران، قد ولّد حالة تمرد وانفجار تعود بداياتهاالأولى إلى مطلع القرن الثالث عشر، القرن الذي وجدت فيه بذرة النهضةالأوروبية اللاحقة. الّتي مثلت نهضة للإرادة الإنسانية ويقظة للعقول، أسهمفيها بنصيب وافر اتصال الغرب بالشرق وما نجم عن ذلك من تمازج ثقافي وتأثّركبار المفكرين الأوربيين بفكر أساتذة الإسلام ومشاهيره، كـ (الفارابي وابنسينا والغزالي وابن رشد) وغيرهم، وما نتج عن ذلك من اعتقاد الأوروبيينبأن لا سلطان لأحد من رجال الدين على القلب وأنّ لا واسطة بين الله والعبدوأن الله قريب ممن يدعوه ويجيب دعوة الداعي إذا دعاه"،وبأنه غافرالذنوب وحده، والمجزي والمثيب وحده. وأما المجاهرة بالدعوة للإصلاح الدينيمنذ القرن الخامس عشر، حتى ولادةحركة الإصلاح البروتستانتي في العقد الثاني من القرن السادس عشر قد ابتدأتبدعوتي (جيروم) و (هس) اللذين أعدما حرقاً بالنار بقرار من (مجمع كونستانس)الذي انعقد من سنة 1414م إلى سنة 1418م، ذلك لأنهما دعيا الكنيسة إلى عدمالأخذ بما يسمى بسر الاعتراف، مبينين أنّ الكنيسة ليس لها سلطان في محوالذنوب والآ ثام أو في تقريرها، وإنما التوبة مع رحمة الله هي التي تمحوالآثام وتطهر النفس من الخطايا، كما كان لدعوة (ويكلف) أثرها في إذكاء روحالتمرد والاحتجاج على الكنيسة الكاثوليكية والبابا. فقد كتب كاتب كاثوليكيمتعصب يصور موقف (هس) و (جيروم) من المجمع الذي انعقد بشأنهما قائلاً
وكان المجمع قد عرض عليه ـ على هس ـ صورة الرجوع عن (ضلاله) فأبى أنيمضيها وبقي مصراً على غيّه… على عناده ورفيقه جيروم حتى نالا العقاب نفسه،وبعد ذلك ابتدأ رجال الإصلاح بدعوة هادئة لتحقيق الإصلاح،كما فعلأرازموس 1465م إلى 1536م) إذ دعا الناس إلى قراءة الكتاب المقدس وإلىتهذيب عقولهم وتنمية مداركهم، فجاءت دعوته موجهة إلى الحكام المستنيرينوإلى رجال الكنيسة أنفسهم… نابذاً استخدام العنف سبيلاً لتحقيقالإصلاح،وليس كما فعل (لوثر) في ثورته العنيفة لاحقاً وما أسفرت عنه منمَسٍّ بسلطات الكنيسة الكاثوليكية والنيل منن قداستها
ولعل دعوة (أرازموس) للقيام بإصلاح سلمي للكنيسة كانت قد رددتها دعوةتوماس مور 1478م ـ1525م) في إنجلترا إذ دعا إلى تحقيق الإصلاح الكنسيبالطريق السلمي فدعا بنفسه إلى وجوب احترام سيادة البابا ،بوصفه السلطانالديني على الجميع، دون أن يتمكن من قطف ثمار تلك الدعوة، لكن انتقال أفكارالإصلاح من المفكرين إلى الشعوب واصطدام الكنيسة بآراء المفكرين الثوريينوبعض الأمراء، جعل انتقادهم للكنيسة عنيفاً، وجعل خطوات الدعاة الجددللإصلاح (لوثر)، (زونجلي) و (كالفن) أسرع مما يريد أصحاب الاتجاهات السلميةمن أمثال (توماس مور ) و (أرازموس).
لقد كانت البلاد الألمانية تعيش في مخاض الثورة السياسية ضد الإقطاع، وضدالنظام الاجتماعي الذي كان نظام الحكم الأميري قائماً على أساسه، فسلسلةالأحداث العنيفة التي شهدتها ألمانيا قبيل الإصلاح بنصف قرن، كانت فيجوهرها اجتماعية وسياسية مع احتوائها قليلاً أو كثيراً على عناصر دينية،فضلاً عن تجذّر الروح الثورية المترافقة مع النمو الاقتصادي الذي شهدتهألمانيا في أواخر العصر الوسيط من قوة ازدهار الصناعة، واتجاه التجارة نحورفع الأسعار واحتكار الثروة في أيادي طبقة التجار، خصوصاً الشركات التجاريةالكبرى وانعكاس ذلك سلباً على القداسات الدينية في المدينة والبلد(1)، حتىأصبحت فكرة الثورة العظمى على الكنيسة خلال الخمسين سنة السابقة على مجيء(لوثر)، فكرة راسخة في المجتمع، وأصبح الفلاّح أكثر المعنيين مباشرة بتحسينشروط واقعة التعس(2) ناهيك عن أن العلاقة بين الكنيسة والدولة لم تشهداستقراراً طيلة قرون خلت ، وهكذا باتـت الكاثوليكيـة صاحبة المقام الساميتعاني من فقدان سلطتهـا ،

بينما كانت قوة الأمراء قد ازدادت (1) ،حتى أن (لوثر) نفسه دعا إلى تحالفالأمراء والفلاّحين ضد البابا ورجال الدين الموالين له، وكانت الحركاتالثورية السابقة على مجيء الإصلاح الديني في القرن السادس عشر،حركاتاجتماعية وسياسية في جوهرها مع احتوائها كثيراً أو قليلاً على عناصردينية،اتخذت في البداية شكلحركة لتحرر القداسات من سيطرة النظام الاجتماعي والإقطاعي ،مقترنة بالطموح منأجل قيام نظام ديمقراطي في الدولة وإلغاء القانون الإقطاعي الذي منح القدرةوالامتيازات للطبقات العليا (2).مارتنلوثر) والإصلاح البروتستانتي في ألمانيا
ابتدأتحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في ألمانيا مع (لوثر) فقد وجّه تحذيراً شديداللهجة إلى الأمراء كي يحترسوا من نتيجة سوء سياستهم على عامّة الناس، كماوجّه الدعوة للناس إلى الاستفادة من احتجاج الحكام في إنجلترا وألمانياوفرنسا وإسبانيا على بيع صكوك الغفران وتحويل الأموال الطائلة إلى رومالبناء كنيسة للقديس بطرس فيها
لقد جاهر (لوثر) بدعوته للانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسهاالبابا، والشروع في تشييد كنائس وطنية جديدة في ألمانيا، لم يتمكن{ويكليفو ( هُس}ومن إشادتها قبل ذلك. ومن جهة ثانية أصرّ جميعالمصلحين البروتستانت على أنهم غير مبتدعين للعقيدة، بل هم يستمدونها منيسوع والكنيسة القديمة، وهي الكنيسة الحقيقية، ويؤكدون أن روما هي التيغيرت التقليد المسيحي الصحيح فأفسدته، وعليه فقد أعلنوا بأنّ تقليدهم هوتقليد للمسيح نفسه(3) وفي هذا السياق يجيء رفض)مارتن لوثر) أستاذ علم اللاهوت، لـ (صكوك الغفران) وفاعليتها ليخلّد اسمه فيالتاريخ إذ اعترض على القول بأن صك الغفران يمكن أن يمنح لأي روح معينةويكون له أثر لا يخيـب بمجرد اقتـران الغفران بقطـع النقـود ، بقولـه :" ماأن ترى قطـع موقف (لوثر) من العلم والفلسفة
وكأنه شخص ملهم من الله. وقوله بعكس تصور (أرازموس) لـ (شيشرون)
أرازموس - " تغلبت على نفسي بكل صعوبة لأمنعها من أن تنطلق بالصراخ: [ياقديس (سقراط)، صلّ لأجلنا] فإن (لوثر) قد حكم بالهلاك الأبدي على (سقراط)،كما أنه سفّه العقول الكبيرة التي لمعت في عهد الوثنية بعد أن رأى فيفضائلها سفاهات، وفي أعمالها الخيرة الصالحة خطايا لأنها عطّلت الله ـ فينظره ـ من القدرة على أن يؤمّن لوحده خلاصنا. "فقد انحدروا إلى أدنى دركاتالحقارة وانحطوا إلى أقصى درجات البغضاء في بلوغ فضائلهم الذروة منالتسامي، لأنهم نزعوا على أبشع صورة من السرقة والاختلاس، مجد اللهليتباهوا هم به
ويمضي إلى القول: "..إن الحركة الشافية في الكنيسة لا تصدر مطلقاً عن راياتفلسفية ولا أفكار بشرية محضة.. فإن التحقيق والفلسفة والتاريخ، قد تعدّالطريق للإيمان الحقيقي ولكنها لا تغني عنه، فباطلاً تعزل مجاري المياهوتصلح الآبار ما دام المطر لا ينـزل من السماء، فكل العلم البشري من دونإيمان إنما هو كقناة من دون ماء
ولم يكتف (لوثر) بهذا الموقف، فقد عمل على إبطال المقياس الإنساني لمبدأأرازموس) وإحلال المقياس الإلهي محله والازدراء بالعقل ووصفه إياه بـ "هذاالعاهر"، وازدراء الحكمة الإنسانية التي هي غير نافعة، وغير ناجعة علىحد سواء
كذلك فقد كان يعد رجل المصير المكتوب والعبودية المتطرفة، فقال بالحريةالمستعبدة عام 1525م. خلافاً لما ذهب إليه (أرازموس) إذ يقول: "إما أن تكونعبداً للخطيئة، وإما أن تكون خادماً لله"
وهكذا فطريق الإصلاح رهن باستئصال القوانين والمراسيم والفلسفة والمنطق منجذورها في سبيل إحلال أمور أخرى محلها، فاليقين والاطمئنان اللذان يبلغهماالعقل خادعان، والله لا يهمّه أن يعرفه العقل فهو القدرة الكلية، فحتىيتمكن المرء من سماع نداء الله الذي هو نداء شخصي تماماً ينبغي له أن يشعربضيقه المطلق وعدمه. فما يميز الإيمان اللوثري، هو رغبته في تملك الله،فالله من أجل الإنسان، يقول (لوثر) " لو أن الله كان جالساً وحده مثل حطبةفي السماء لما كان الله"

إن صورة العلاقة بين الإنسان والله يحددها (لوثر) على نحو أن الإنسان إذاكان عدماً أمام الله، فالله خلافاً لذلك لا يمكن أن يكون الله من دونالإنسان، كما أن السيد ليس سيداً من دون خدمه، ولا الأب أباً من دونأولاده.
(جون كالفن) والإصلاح البروتستانتي في فرنسا و جنييف
خلال السنوات الثمانية والعشرين، الواقعة بين وصوله الأول إلى جنيف في عامم. وموته في عام 1564م عالج (كالفن) مسائل لا تحصى بوصفه بطل الإصلاحوداعيته في الخلاف مع الخصوم الكاثوليك الرومان وكمتأمل في النـّزاعاتالداخلية، ومناصرتها في ألمانيا وسويسرا ،وكملهب ومشرف عام على النشاطالتبشيري في موطنه الأصلي وأراضٍ غربية أخرى، وكدبلوماسي فعال للسياساتالدولية لفترة طويلة قبيل وفاته عام 1564م.فلم تعد (جنيف) مجرد مدينة للجوءالكثير من المضطهدين من الأصقاع المختلفة ، لكنها أضحت مركزاً لرئاسةالحركة البروتستانتية المشتبكة في حرب
بهذه الأراضي مع الكنائس في روما (1)،وهكذا بات في مقدورنا منذ عام 1529م تسميةحركة الإصلاح الديني الأوروبي باسم ( الحركة البروتستانتية) التي لم تتوقف عنالتطور والتحول، فقد أصدر ملك إنجلترا (هنري الثامن) (قانون السلطة العلياوضع بذلك الأسس التي قامت عليها كنيسة قومية وطنية في إنكلترا، هيالكنيسة الإنجليكانية)، الملك فيها هو الرئيس الأعلى للكنيسة مع كل مايستتبع ذلك من سلطة روحية، أما الفرنسيون البروتستانت فقد وضعوا وثيقتينالتي ظهرت عام 1534م. و"ابروتستانتيتين هما "الأهاجيلمؤسسة المسيحية
التي هي من وضع (كالفن) نفسه عام 1536م، فقد كان الفرنسيون البروتستانت قدلجأوا إلى مدينة (نيوشاثل) في سويسرا التي تلتزم بتعاليم (زونجليونظرياته، بينما كان (كالفن) قد أثار من جديد مطالب الإصلاح البروتستانتي،مضيفاً إليها نظريات جديدة بعد تمكنه من تجنب " المثالب التي وقع فيها كلمن لوثير وزونكلي".
فلسفته ونظامه الديني
جعل (كالفن) جلّى همه " الحفاظ على سلطان الله وسيادته" وهو بوصفه من أتباعالفلسفة الاسمية، يجزم أن الله تتعذر معرفته. هذه اللاعرفانية ترى أنّهيستحيل على العقل البشري تفهمه وإدراكه حتى ولو بالمجاز، فالصور التينقيمها له وننحتها عنه في ضمائرنا هي حماقة لا أكثر ولا أقل فالكتاب المقدسوحده يوحي لنا على قدر ما نستطيع أن نفهم ونستوعب وفيه ما يكفي لإثارةالخوف والمحبة فينا… وبواسطة الكتاب المقدس وحده نتعرف إلى الله عن طريقيسوع المسيح وبيسوع المسيح مرآة الله، ولكن أنى لنا أن نعرف الله نفسهمعرفة حقيقية، ولنفهم الكتاب المقدس حق الفهم يجب الاستعانة بالروح القدسلأنه يجعل الكتاب المقدس سهل التناول" (2). وعليه يصبح الكتاب المقدسالمرجع الأعلى في الحياة كما هو الحال عند (لوثر). مع فارق جوهري بينهمايتمثل في إيلاء (لوثر) الأهمية للإنجيل على التوراة، بينما يرفض (كالفنإيلاء التوراة منـزلة أقل شأناً من الإنجيل وإنما يساوي بينهما مساواة تجعلمنهما كتاباً واحداً، ودرس (كالفن) القانون بغبطة شديدة ورأى أن القانونوليس الفلسفة أو الأدب هو أبرز نتاج فكري حققته البشرية ،وأنه يصوغ نوازعالإنسان الفوضوية ويحولها إلى نظام وسلام
في ميدان اللاهوت
نشر (كالفن) في ميدان اللاهوت "مبادئ الدين المسيحي" باللغة اللاتينية سنةم وأعاد نشره معدلاً سنة 1539م، ثم ترجمه إلى الفرنسية عام 1541م، ويعدمن أعظم ما أنتجته القرائـح تأثيراً في النـثر الفرنسي ، ومن خلاله حاولاستمـالة الملكفرانسيس ـ ملك فرنسا آنذاك ـ حيث استهلت الطبعة الأولى من الكتاب
بـ " مقدمة إلى أعظم ملك مسيحي لفرنسا" (1)، وهي مقدمة تفيض بالمشاعروبأسلوب رصين، وكان الأمر الملكي الصادر عام 1535م. ضد الفرنسيينالبروتستانت ودعوته (لميلانكتون) و(بوسر) ـ وهما من كبار رجال الإصلاحالديني في ألمانيا ـ للحضور إلى فرنسا لترتيب تحالف بين الأمراء اللوثريينضد (شارل الخامس) مع الملكية الفرنسية، أن هيأ لـ (كالفن) ظروف حوار جادة ـمع الملك(فرانسيس) ـ ، يقول كالفن: " لقد عرضت اعترافي عليك لكي تعلمطبيعة تلك العقيدة التي يستهدفها هذا الغضب … وإني لأعلم جيداً الدسائسالأثيمة التي ملأوا بها أذنيك لكي تبدو قضيتنا بغيضة جداً في نظرك… وأنت يامولاي تستطيع أن تتبين الوشايا الزائفة وهي تفتضح كل يوم… نحن الذين لميسمعنا أحد نفوه بكلمة واحدة تثير الفتنة، نحن الذين عرفنا طوال حياتنا أننعيش حياة هادئة مستقيمة عندما كنا نعيش تحت حكمك ولم نكفّ عن الصلاة لكبالنجاح، ولمملكتك بالرخاء، وإني لأدعو الرب ملك الملوك أن يوطد عرشكبالعدل والتقوى، وأن يعم في مملكتك القسط والإنصاف " (2)لقد كان كالفن رجلاً هائماً في حب الله، وكان يغلبه شعور بضآلة الإنسانوعظمة الله، أما الكتاب المقدس، فهو كلمة الله، وقد أظهر الله نفسه فيه،رأفة بعقل الإنسان، وعليه فالمرجع النظري الكالفاني هو التوراة، بوصفهاالسلطة السامية المعصومة عن الخطأ في جميع الأمور،أمّا موقفه من العقلفيتّضح من خلال وصفه له بـ "الزندقة، والانحراف والفجور ويصدر عنه ما هوفاسد وخبيث… إن العقل يظل دائماً متورطاً في النفاق والخداع، والقلب يظلعبداً لانحراف الباطني" (3 ) ويسلّم (كالفن) بأنّ حتمية القدر تتنافى معالعقل، وعليه فإنّ أي محاولة لتقصّي الأمور التي قرر الرب أن يخفيها عنا منجانب البعض لن تفلت من العقاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fb10.own0.com
أ.علي
امن المنتدى
امن المنتدى
أ.علي


عدد المساهمات : 25
نقاط : 5170
تاريخ التسجيل : 07/11/2010

حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي   حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Icon_minitimeالخميس ديسمبر 09, 2010 1:07 am

مشكور وننتظر منك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
براء حجاج
نجمه 3
نجمه 3



عدد المساهمات : 326
نقاط : 5586
تاريخ التسجيل : 25/12/2010
العمر : 28
تاريخ اليوم والوقت : hgff.ghfymslam2011

حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي   حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي Icon_minitimeالسبت يناير 29, 2011 6:34 am

نرجو اصلاح جميع الزعماء العرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حـركــة الإصــلاح الـديــنـــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: :: ملتقيات العامة :: :: الملتقى العام-
انتقل الى: