بينما لايزال العالم يستحضر ذكريات تتويج المنتخب الأسباني في جنوب أفريقيا 2010، يقترح موقع FIFA.com على زواره نقاشا شيقا، حيث يدعوهم للإدلاء بآرائهم بشأن أفضل دورة في تاريخ نهائيات كأس العالم FIFA.
الجواب على هذا السؤال معقد ويقتضي استحضار ذكريات الماضي البعيد، لاسيما أن معظم الزوار لم يتابعوا جميع الدورات. لذلك يمكنكم الرجوع للمعلومات المستفيضة التي يقدمها موقع FIFA.com ولأرشيفات الفيديو من أجل تعزيز آرائكم بالأرقام والإحصائيات الدقيقة.
لقد اكتست بعض الدورات طابعا خاصا دون شك، ودخلت تاريخ الساحرة المستديرة بشكل فريد، وهو ما ينطبق على تتويج منتخب أوروجواي بأول كأس عالمية وأيضا على فوزه التاريخي أمام بلد الضيافة، البرازيل، في نهائيات 1950.
بينما عاد اللقب الغالي في دورة سويسرا 1954 لمنتخب ألمانيا الاتحادية، بعدما تغلب في موقعة النهائي على نظيره المجري بقيادة الداهية فيرينك بوشكاش. من جهتها، شهدت نهائيات السويد 1958 ميلاد الأسطورة بيليه وتتويج السيليساو بالكأس العالمية لأول مرة في تاريخه. كما شهدت هذه الدورة تألق كتيبة تشيكوسلوفاكيا رغم فشلها في بلوغ المربع الذهبي.
ولفت نجوم هذا البلد كل الأنظار في نهائيات تشيلي 1962، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من اللقب، لكنهم انهزموا في مباراة النهائي أمام البرازيل بقيادة بيليه وجارينتشا وديدي وفافا وزاجالو...وعاد لقب دورة 1966 للمنتخب الإنجليزي بعد موقعة حامية الوطيس أمام جمهورية ألمانيا الاتحادية، في حين احتل المنتخب البرتغالي المركز الثالث بقيادة نجمه المتألق أوزيبيو.
العهد الجديد
حمل المنتخب البرازيلي اللقب للمرة الثالثة في نهائيات المكسيك 1970، كما شهدت هذه الدورة أهدافا ومباريات خالدة، من قبيل فوز إيطاليا على ألمانيا الاتحادية في المربع الذهبي، بينما احتفل الألمان في عقر الدار سنة 1974، وتمكنوا من إحراز اللقب بعد الفوز على الكتيبة الهولندية بقيادة يوهان كرويف.
كما خاض الهولنديون موقعة النهائي مجددا في دورة الأرجنتين 1978 رغم رحيل كرويف، لكن الفوز عاد لبلد الضيافة، بينما احتل المنتخب الإيطالي المركز الرابع في نهائيات الأرجنتين، ثم عاد للتألق أربع سنوات بعد ذلك، وأحرز ثالث كأس عالمية في تاريخه خلال دورة أسبانيا 1982، بعدما نجح في تجاوز خصوم من طينة البرازيل، بقيادة كل من سقراط وفالكاو، والأرجنتين بقيادة دييجو مارادونا.
شهدت نهائيات المكسيك 1986 تتويج مارادونا ورفاقه باللقب، حيث شكلت تلك الدورة ثاني هزيمة ألمانية في موقعة النهائي على التوالي. كما عرفت هذه الدورة إقصاء منتخبات مهابة الجانب مثل البرازيل بقيادة زيكو وفرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني. وقد أحرزت كتيبة المانشافت اللقب أربع سنوات بعد ذلك في نهائيات إيطاليا 1990، بينما عادت الكأس للمنتخب البرازيلي في دورة الولايات المتحدة الأمريكية 1994 التي شهدت أول نهائي يحسم بالضربات الترجيحية.
ثم نالت فرنسا اللقب لأول مرة في تاريخها سنة 1998 بقيادة الفنان الكبير زين الدين زيدان، وتغلبت في موقعة الحسم على العملاق البرازيلي بعدما أزاحت من طريقها منتخب كرواتيا العنيد. وعادت الكتيبة البرازيلية بقيادة رونالدو لمنصة التتويج في دورة كوريا الجنوبية واليابان 2002، في حين أحرز المنتخب الإيطالي رابع كأس عالمية في تاريخه خلال دورة ألمانيا 2006، حيث توج بطلا للعالم بعد مباراة مثيرة أمام فرنسا وزين الدين زيدان