يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً  13401710
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً  13401710
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن عبدو
امن المنتدى
امن المنتدى
عبد الرحمن عبدو


عدد المساهمات : 355
نقاط : 5871
تاريخ التسجيل : 09/11/2010
العمر : 27

يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً  Empty
مُساهمةموضوع: يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً    يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً  Icon_minitimeالسبت فبراير 05, 2011 8:43 pm





يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً







مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي







مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي







صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ







دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ







يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ...







الى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني







الى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي







وأكملَ عمري رُوَيْداً رويداً...







على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ







ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا







كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:







"حُريتي لن تموت".







فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة







ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو.







وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ







يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الإسم. كمْ







مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً







ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة؟







أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ...







والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟







* *







مُحمَّدْ،







يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ. لكنَّهُ







يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون،







فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً.







وحينَ







دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،







فلم يفترِسهُ.







كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.







اذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -







ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة







في خزانةِ أمي، سأنجو... واشهدْ.







* *







مُحمَّدْ،







ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ







بندقيةِ صيَّادِه البارِدِ الدمِ.







من







ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي







الذي يتوحَّدُ في ظلِّه







وجهُهُ، كالضُحى، واضح







قلبُه، مثل تُفاحة، واضح







وأصابعُه العَشْرُ، كالشمعِ، واضحة







والندى فوقَ سروالهِ واضح...







كان في وسعِ صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ







ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى







فلسطينهُ دون ما خطأ...







سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري







وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!







* *







مُحمَّدْ،







يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في







قَلْبِ أيقونةٍ







صُنِعتْ من نحاسْ







ومن غُصْن زيتونة







ومن روح شعب تجدَّدْ







* *







مُحمَّدْ،







دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ







إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ







الى سِدرة المُنْتَهى







يا مُحمَّدْ!



























167



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: :: ملتقيات العامة :: :: الملتقى الادبي-
انتقل الى: