أعرب :- (ضرب التلميذ المعلم) ؟!

كنا قد اعتدنا على كتابة وقراءة الجملة (ضرب المعلم التلميذ) عندما كنا اغرارا في بواكير الصبا ، ببراءة منقطعة النظير وبتسليم ليس له حدود ، وكم كانت سعادتنا ونحن نقوم برفع الفاعل ونصب المفعول به برعاية معلمنا الحبيب .وفي هذا العصر الحائر فقدت تلك الجملة شهرتها وبريقها ، فلم يعد معلم اللغة العربية يستعملها أو يدونها على السبورة الا نادراً وذلك بسبب الأجواء والمناخات المشبعة بتحريم ضرب تلاميذ المدارس (بقصد التربية والتأديب) ؟!واستعمال ذلك كذريعة تحريض ضد المعلمين من قبل البعض ولذلك ارى أنه لا بأس من استعمال الجملة ولكن بعد إحداث عملية تبادل مواقع بين الفاعل والمفعول به فتصير الجملة (ضرب التلميذ المعلم) ؟!خصوصاً ان قانوناً يحظر ضرب المعلمين لم يصدر بعد – وربما أصبح صدوره وشيكاً – فلا تثريب عليكم من استعمال هذه الصيغة لمن أراد أن يعود بذاكرته إلى أمجاد تلك الجملة الغالية .القضية برمتها ليست قضية ضارب ومضروب بقدر ما هي علاقة بين معلم وتلميذ وبين مربي وولده فالناس نوعان عالم ومتعلم كما يقول ابن خلدون في مقدمته ، عندما كنا صغاراً لم نشعر ولو لمرة واحدة بأن معلمنا جلاداً أو نحن ضحايا – بدليل هذا الاعزاز والاكبار والتبجيل الذي لا زلنا نحفظه له ما حيينا – اذن ليس المقصود كون المعلم جلاداً (كلا) وانما أن تأخذ العملية التعليمية أنماطاً تربوية فطرية ديناميكية فالله تعالى يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ، واذا أخطأ الولد في البيت ضربه والده بقصد التأديب ولرده الى جادة الصواب ، فلماذا نرضى للمعلم أن يأخذ دور المربي بكافة أبعاده ثم نغتصب منه أدوات الرياده والنفوذ والسلطة التربوية ولماذا لا يأخذ المربي دور الوالد للتلميذ بينما يترك له عقله وقلبه وأحاسيسه وملكاته ليشكل ذلك كيفما يشاء ؟! .ان القوانين التربوية السائدة في الغرب تكون مجردة عن العقائد والقيم والمبادئ ، بينما يتحتم علينا أن نتعامل مع أنظمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعقيدتنا التي اذنت بالزجر والتقويم في تهذيب الأخلاق والسلوك (ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب) فالمعلم كان يضرب إبن الخليفة وإبن القاضي وإبن الأمير ...... ليس للضرب والانتقام والتنكيل وإنما لتهذيب السلوك ورعاية الأخلاق .الضرب المؤلم أو الشديد للتلميذ مرفوض ولا يقبله أحد من الناس ولكن إشاعة القضية إعلامياً وفي كل حين وتأليب الراي العام ضد المعلم وتصويره على أنه منتقم ومصدر خطر للتلميذ ودفعه الى مراكز الشرطة للتشفي والتندر لهي قضية تستحق التوقف والنظر ؟فبعض الطلاب يتعمد الإساءة ويتمادى ويستهتر متسلحاً بحصانة منع الضرب والتقريع فكيف سيتمكن معلم من توصيل معلومات وسط مستنقعات متلاطمة من الإساءة والاستهتار والسخرية ؟؟ كيف سينصت التلاميذ لمعلم عاجز مسلوب الإرادة وماذا ستقول أنماط التربية الحديثة لطالب مستهزئ ساخر صفيق لا يحترم المدرسة ولا المعلمين ماذا يريد والده وقد عجز عن ردع ولده ثم ألقى به في مؤسسات التعليم وأخذ يحذر المعلمين – وكأنهم يعملون لحسابه – من الاقتراب منه أو مجرد إغضابه ؟؟

لله يعطيك العافيه , وجعله الله فى ميزان حسناتك

مشكور على المجهود

» يوم المعلم 12/14